الخميس، 19 نوفمبر 2015

المملكة العربية السعوديــة 
وزارة التـــــــعــــــليــــم 
الجامعة الاسلامية بالمدينة 
كليــة الدعوة وأصول الدين
قسم التربية ـ مناهج وطرق التدريس





تعليم اللغة العربية في إندونيسيا
الواقع ـ المشكلات ـ الحلول


إعداد الطالب :
عبدالله عمر سعيد بن شابظ
                                              مرحلة الماجستير مناهج وطرق التدريس
 1436هـ ـ 1437هـ
                                                
   إشراف الدكتور :
  عيد بن حجيج الجهني



المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين ....
أما بعد ....

فإنه من المهم بمكان دراسة التعليم في العالم الاسلامي ومعرفة ماهية المشكلات التي تواجهه ليقوم الباحثون من جميع أقطار هذا العالم بالإسهام في إيجاد الحلول المناسبة التي قد تواجه هذا التعليم .
وكما لا يخفى على وفير علمكم ما للتعليم من أهمية قصوى في نهضة الفرد , ونهضة المجتمع , ونهضة الدولة ككل , فبالتعليم أصبح يقاس معيار تقدم الدول وتأخرها ,وبثمرة هذا التعليم تظهر الطفرات الصناعية والتجارية على مستوى البلدان , ولو نظرنا الى أسباب المشاكل في الدول النامية لوجدنا أنا قلة الاهتمام بالتعليم يعد سببا من الأسباب الرئيسية في تأخر هذه المجتمعات وهذه الدول من اللحاق بالركب المواكب للتطور المستمر .
ومن بوَّابة التعليم ، استطاعت إندونيسيا أن تشق طريقـًا نحو نهضتها، وحققت نجاحات كبيرة، وانضمَّت إلى كبار النمور الآسيوية.. وخِلال السنوات القليلة الماضية شهدت إصلاحات عديد للارتقاء بالمنظومة التعليمية، اشتملت على تطبيق اللامركزية في الإدارة المدرسية، ورفع كفاءة الموارد البشرية، وإعادة صياغة المناهج، بما يتوائم مع احتياجات المُجتمع، وسوق العمل . ( عبد الحافظ ، حسني ، مجلة المعرفة  ) 

أسئلة البحث :

تتحدد مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي الآتي :
ما واقع تعلم اللغة العربية في إندونيسيا ؟
وللإجابة على هذا السؤال يلزم الإجابة على الأسئلة الفرعية الآتية :
 ـ ما نظام التعليم في إندونيسيا ؟
ـ ماهي المشكلات التي تعترض متعلمي اللغة العربية في إندونيسيا ؟
ـ ماهي أسباب مشكلات صعوبة تعلم اللغة العربية لطلاب معهد العلوم الاسلامية والعربية في إندونيسيا ؟
ـ وماهي الحلول المقترحة لعلاج صعوبة تعلم اللغة العربية في المعهد ؟

أهداف البحث :

ـ التعرف على نظام التعليم في إندونيسيا .
ـ التعرف على المشكلات التي تعترض متعلمي اللغة العربية في إندونيسيا .
ـ التعرف على أسباب مشكلات صعوبة تعلم اللغة العربية لطلاب المعهد .
ـ التعرف على الحلول المقترحة لعلاج صعوبة تعلم اللغة العربية لطلاب المعهد .

أهمية البحث :

نبع اهتمام الباحث ببحث هذا الموضوع بعد اطلاعه على حجم خطر هذا الموضوع وضرورة الكتابة فيه ,وذلك بعرض المشكلات التي تواجه الطلاب في تعلم اللغة العربية ,والمساعدة في طرح بعض الحلول ,وتبرز أهمية هذا البحث في :
ـ أنه سلط الضوء على أبرز المشكلات التي تواجه متعلمي اللغة العربية من الطلاب الإندونيسيين  .
ـ أنه وضع بعض الحلول لهذه المشكلات  وأعطى بعض الحلول والمقترحات العملية المتعلقة بهذا الموضوع .

حدود البحث :

اقتصر الباحث في دراسة التعليم الاسلامي في إندونيسيا ,على الحد الموضوعي : وهو دراسة واقع تعليم اللغة العربية في إندونيسيا .
والحد الآخر مكاني : وهو دراسة الصعوبات التي يواجهها  الطلاب الدارسين في معهد العلوم الإسلامية والعربية في تعلم اللغة العربية في إندونيسيا .

الدراسات السابقة  :

ومن خلال البحث عن الدراسات السابقة ,وجد الباحث أن الدراسات السابقة لهذا الموضوع قد طرق وتناول التعليم الإسلامي وتعليم اللغة العربية في إندونيسيا بشكل عام, ومن هذه الدراسات:
1) دور التعليم الاسلامي في مواجهة الاستعمار الهولندي في إندونيسيا  ,د / أمنين عبد المنان .
حيث تناول هذا البحث  دور التعليم ومدى تمكنه من توعية المجتمع الإندونيسي في مواجهة الاستعمار الهولندي ,  ولم يشر في ذلك الى موضوع هذا البحث على وجه الخصوص .

2) تعليم اللغة العربية في إندونيسيا بين التطورات الواعدة والمشكلات القائمة ، للدكتور : نصرالدين إدريس جوهر .
حيث تناول الباحث عن التطور الملحوظ الذي طرء على تعليم اللغة العربية  في إندونيسيا مستعرضا المشكلات العامة التي تعترض تعليم اللغة العربية .

3) مراكز تعليم اللغة العربية في إندونيسيا للدكتور / نصر الدين إدريس جوهر .

حيث تناول البحث أهمية تعليم اللغة العربية ومدى دور المراكز بشكل عام في نشر اللغة العربية وتعليمها في أوساط المجتمع الإندونيسي .
وحيث إن البحثين  السابقين  تحدثا عن تعلم اللغة العربية بشكل عام بينما بحثنا مخصوص بدراسة صعوبات تعلم اللغة العربية في معهد العلوم الاسلامية والعربية في أندونيسيا .

المصطلحات :

يعرّف التّعليم النّظامي بأنّه: هو التّعليم الّذي يتعلّمونه النّاس في المدرسة ويعرف بالتعليم المدرسي.

يعرّف التّعليم غير الرسمي بأنّه: هو التّعليم الّذي يكون بين التّعليم النظامي والتّلقائي. يكون التّعليم غير الرسميّ أقلّ انضباطاً من إجراءات التّعليم النظاميّ، مثلاً كأن يقوم الشّخص المتعلّم بتعليم شخصٍ أميَ كأسلوبٍ لمحاربة الأميّة.

التعليم الاسلامي: التعليم الإسلامي هو تدريس "معلومات" عن الأحكام الشرعية والعقيدة الإسلامية وتفسير القرآن (المعاني اللغوية والحُكميّة للآيات) وتلاوة القرآن مُجوّداً ، إلى جانب المعرفة بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وما حدث معه بالتواريخ وأسماء المواقع والأماكن والأشخاص (نعمه برزنجي) .




جغرافية إندونيسيا :

إندونيسيا، رسمياً جمهورية إندونيسيا (بالإندونيسية : Republic Indonesia)، هي دولة تقع في جنوب شرق آسيا وفي أوقيانا. إندونيسيا تضم 17508 جزر. ويبلغ عدد سكانها حوالي 238 مليون شخص، وهذه هي رابع دولة من حيث عدد السكان، وأكبر عدد سكان في العالم من المسلمين. اندونيسيا هي جمهورية، مع وجود مجلس تشريعي منتخب والرئيس. المدينة عاصمة البلاد جاكرتا. يشترك البلد بحدود برية مع بابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية وماليزيا. وتشمل الدول القريبة الأخرى سنغافورة والفلبين وأستراليا والأراضي الهندية من جزر أندامان ونيكوبار. وإندونيسيا هي أحد الأعضاء المؤسسين للأسيان وعضو في مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية. الاقتصاد الإندونيسي هو الثامن العشر عالميا من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي والخامس عشر من حيث القوة الشرائية.

عدد سكان إندونيسيا :

بلغ عدد سكان إندونيسيا وفقا للتعداد الوطني لعام 2010 237,6 مليون نسمة، مع ارتفاع معدل النمو السكاني بنسبة 1.9% , يعيش في جاوة 58٪ من السكان، أكثر جزر العالم اكتضاضاً بالسكان , على الرغم من برنامج تنظيم الأسرة كانت فعالة إلى حد ما والتي تم العمل بها منذ ستينات القرن الماضي، ومن المتوقع أن ينمو عدد السكان إلى حوالي 265 مليون نسمة بحلول عام 2020، و306 مليون بحلول عام 2050.

دخول الاسلام إلى إندونيسيا :

إندونيسيا أكبر دولة إسلامية بعدد السكان وغالبية سكانها ال 230 مليون شخص هم مسلمون، ولم يدخل الإندونيسيون الدين الإسلامي بالفتح، بل عن طريق التجار العرب المسلمين، وأول منطقة إندونيسية وصلها الإسلام هي شواطئ جزيرة سومطرة وهي أكبر جزرها.
ومن العسير تحديد تاريخ بَدْءِ دخول الإسلام إندونيسيا، وفي ذلك تقول المراجع: إن تجار المسلمين أنشئوا لأنفسهم مراكز تِجاريَّة على سواحل سومطرة وشبه جزيرة الملايو من وقت مبكِّر، ربما من أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الهجريَّين، الثامن والتاسع الميلاديَّين، وقد أتى أوائل التجار من جزيرة العرب من: عُمَان، وحضرموت، والساحل الجنوبي لليمن، واتخذوا مراكزهم الأُولَى على الشاطئ الغربي لسومطرة، وكانوا يسمونها  سمدرة ، وكانوا أهلَ سُنَّةٍ على المَذْهَب الشَّافِعِيِّ، أمَّا الهنود فقد دخلوا الجُزُر بالمَذْهَب الحَنَفِيِّ، وبعد ذلك وَصَل إلى هذه الجزر تُجَّار المسلمين من الهنود ومن شبه جزيرة  الكرات
كما تروي بعض كتب التاريخ أن بعض التجار الإندونيسيِّين قد وصلوا إلى بغداد أيَّام الخليفة العباسي هارون الرشيد، وعندما قَفَلوا راجعين كانوا يحملون بين جوانحهم عقيدة الإسلام، وعندما وَصَلُوا إلى بلادهم قاموا بدعوة واسعة النطاق لها.
وفي أوائل القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي بدأ الدِّينُ الإسلامي ينتشر بسرعة في أطراف الدولة، وأخذت السلاطين والقبائل المسلمة تقاوم السلطة البوذيَّة في "جاوة"، وكان من أهمِّ تلك السلاطين المسلمة سلاطين "آشِنْ" في أقصى الشمال من جزيرة "سومطرة"، وسلاطين "مَلاكَا" في غربي "شبه جزيرة ملايو"، الذين أسَّسُوا تجارة مستقلَّة عن الدولة مع التُّجَّار المسلمين العرب والفرس والصينيين والهنود، وقد أسلم هؤلاء نتيجة احتكاكهم مع المسلمين العرب والفرس..
وقد كان لانتشار الإسلام أثره العميق في قيام ممالك إندونيسية متعددة في تلك الجزر، مثل مملكة "بنتام" التي أسَّسها الملك حسن الدين في جاوة الغربية، ومملكة "متارام" التي أقامها رجل عسكري يُدعى "سنافاني" في شرق جاوة؛ وبذلك أصبحت جزيرة جاوة مركز إشعاع للدِّينِ الإسلامي، وانتقل منها إلى غيرها من الجزر، وكان هناك أيضًا مملكة "آتشيه" في شمال سومطرة، ومملكة "ديماك" في وَسَط جاوة، والتي أقامها رمضان فاطمي عام 832هـ، وكذلك مملكة "بالمبانغ" في جنوب سومطرة..    [اموقع :ويكيبيديا الموسوعة الحرة ],

واقع التعليم في إندونيسيا :

وبعد دخول الاسلام الى اندونيسيا  واعتناق الكثير من السكان الاندونيسيين له ,انتشرت ظاهرة الكتاتيب، وكثر عدد قرّاء القرآن الكريم، ومُعلِّمي اللغة العربية، وكان التعليم يُقدَّم مجانيـًا، بدعم وتمويل من أثرياء وتجار المدن والقرى، ومع دخول الاستعمار الغربي، الذي استمر على مدى قرون عدة، بالتناوب بين البرتغاليين والهولنديين والإسبان، اتخذ التعليم منحى آخر، حيث انتشرت المدارس الدينية المسيحية، وبخاصة البروتستانتية، ومُنِع المسلمون من إقامة مدارس جديدة لهم، ومع بدايات القرن العشرين، بدأ الشعب الإندونيسي، يُطالب بإصلاح التعليم، من كافة جوانبه، وقد استجاب المُستعمر الهولندي آنذاك لبعض هذه المطالب، إلاَّ أنه حرص على امتلاك السطوة على المنظومة التعليمية.
وعقب الحرب العالمية الأولى، أنشئت إدارة المعارف، برئيس هولندي، وكذا جل موظَّفيها من الهولنديين. ونظمت شؤون التعليم في إندونيسيا ضمن فئتين:
الأولى: التعليم الهولندي الخاص، وأُطلق عليه (مدارس الحكومة)، وكانت الدراسة فيه تتم باللُغة الهولندية، ويتضمن المراحل التالية:
التعليم الأوّلي؛ ومدته سنتان. التعليم الابتدائي؛ ومدته سبع سنوات.
التعليم الفني؛ ومُدته ثلاث سنوات، ثم التعليم الثانوي، ومدته خمس سنوات، وأخيرًا التعليم العالي، ومدته خمس سنوات.
الثانية : التعليم الإندونيسي الوطني، وأُطلق عليه (مدارس عامة)، التعليم فيه مُختلط، وبمصروفات، ولُغة الدراسة هي اللُغة المحلية، ومُعظم خِريجيه  يلتحقون بمدارس إعداد المُعلِّمين، للعمل بالمدارس الأوَّلية والابتدائية، ويتضمن المراحل التالية : التعليم الأوَّلي، ومدته ثلاث سنوات، التعليم الابتدائي، ومدته ثلاث سنوات، مدارس تخريج المُعلِّمين، ومدتها خمس سنوات.

 التعليم ما بعد الاستقلال :

تبدل حال التعليم ، عقب نيل إندونيسيا استقلالها، وانتشرت المدارس الإسلامية بشكل كبير، وفي ضوء ذلك وضِع نظام جديد، يجعل التعليم على صِنفين :
- التعليم العام، الذي يُمارس في المدارس الحكومية، ويُدار من قِبل وزارة التربية.
- التعليم الديني، الذي يُمارس في مدارس حكومية وخاصة، ويُدار من قِبل وزارة الشؤون الدينية، وهو ينقسم إلى شعبتين:
ــ الشعبة العامة : وفيها تعليم كمِّي يتجه إلى عامة الشعب، همُّه الرئيس محو الأُميَّة دون عُمق.
ــ الشعبة الخاصة: وفيها تعليم نوعي ونخبوي، يسعى إلى تخرج طبقة مؤهَّلة للقيادة، وشغل المناصب الهامة.
ولم يتوقف قِطار إصلاح التعليم في إندونيسيا، ففي عام 2003م حدثت نقلة نوعَّية في المنظومة الإدارية للتعليم، واكبت التحوُّل السياسي في البلاد، والانتقال من النظام الأوتوقراطي، إلى النظام الديمقراطي، حيث بدأ التحوُّل التدريجي من نظام مركزية التعليم إلى اللامركزية، وبحسب فجيونو، فإن النموذج الاندونيسي، بتطبيق اللامركزية في إدارة التعليم، يتألَّف من خمس مُكوِّنات رئيسة، هي:
(1) الإدارة المدرسية، تتمثل أهدافها في:
ــ تطوير وتنمية القيادات الإدارية في المدارس.
ــ تطوير الخِطط المدرسية.
ــ الرقابة على العمليات الإدارية في المدارس.
ــ إيجاد تفاعل وتواصل مُستمر بين أفراد المُجتمع والمدرسة، والـتأكيد على ضرورة مُشاركة المُجتمع في كُل ما من شأنه أن يرتقي بالعملية التربوية.
ــ ضمان تطبيق المدرسة للأهداف التي رُسِمت لها.
(2) العمليات التربوية والتعليمية، والتي تتمثل أهدافها في:
ــ الارتقاء بالمُستوى التعليمي للطُلاَّب.
ــ تطبيق برامج تعليمية مُتطوِّرة، تتناسب مع احتياجات الطُلاَّب.
ــ الإشراف الفعَّال، لسير العمل في المدارس.
ــ التركيز على تنمية الجوانب الشخصيَّة للطلاَّب، بما يتلاءم مع مُتطلَّبات الحياة المُعاصرة .
(3) الموارد البشرية، وتتمثل أهدافها في :
ــ التوزيع الصحيح للمُعلِّمين في المدارس، بما يتلاءم مع الاحتياجات الفِعلية لكُل مدرسة.
- إثراء الهيئة التدريسية، والهيئة الإدارية في المدارس، بالمعلومات الكافية فيما يتعلَّق بتطبيق اللامركزية، في إدارة المدارس.
ــ تقديم برامج مُستمرَّة في مجال الإنماء المهني .
(4) الوظائف الإدارية، وتتمثل أهدافها في:
- تحديد وتوزيع الاحتياجات الأساسية لكُل مدرسة.
- إدارة الموازنة المالية المُخصصة للمدرسة.
- توفير الدعم الإداري للمدرسة.
- مُتابعة الاحتياجات الإصلاحية للمدرسة.
(5)المجالس المدرسية، التي تتألَّف من مجلس إدارة المدرسة، ومجلس الآباء والمعلمين، وتستهدف:
-  انتخاب مُدير المدرسة.
- جمع التبرُّعات لصالح المدرسة.
- الإشراف على ميزانية المدرسة.
وعن تجربة إندونيسيا في التحوُّل من المركزية إلى اللامركزية في التعليم، أشارت أكثر من دراسة علمية حديثة إلى أن التجربة تـُحقِق نتائج فِعلية على أرض الواقع. ورغم حداثتها، فإنها تخطو بثبات نحو الطموحات المأمولة، وساهمت بشكل كبير في إيجاد مجالات أوسع لتطوير المدارس والارتقاء بها، واتـَّفق عدد كبير من مُديري المدارس والمعلمين، بأنها أتاحت لهم الفُرصة لصياغة القرارات، وِفق رؤية مُشتركة، وبطريقة ديمقراطية، وجعلت أبواب المدارس مفتوحة، لتلقّي المزيد من الآراء والاقتراحات البنـَّاءة، التي يُمكن أن يُعوَّل عليها في رفع مُستوى المدارس على نحو أفضل.
كما أن تطبيق اللامركزية جعل جميع مُنتسبي المدارس أكثر حرصـًا على المُشاركة بفاعلية، وتحمُّل المسؤولية كّلٍ في مجال اختصاصه، بهدف تحقيق الرؤية والرسالة المدرسية.
وحول تأثيرها على تطوير المناهج، تبيَّن أنها ساهمت في توسيع دائرة الأنشطة اللاصِّفية الداعمة للمناهج، كما أن المناهج صارت مبنيَّة على معايير ثابتة، وظهر لأوَّل مرة منهج مُتخصص في تقنية المعلومات، لم يكن موجودًا في فترة النظام التعليمي المركزي، وحدث تنوُّع غير مسبوق في المناهج، بما يُثري عقول الطُلاَّب.


الـسلم التعليمي في إندونيسيا :

ينتهج النظام التعليمي المُتـَّبع حاليــًا في إندونيسيا النهج المُتـَّبع في كثير من الدِول الغربية والشرقية أيضاً، فيما يتعلَّق ببُنيان السلم التعليمي، الذي يتألَّف من المراحل الآتية:
- مرحلة رياض الأطفال: غير إلزامية، يلتحق بها الأطفال لمُدَّة سنتين (من سن 4 إلى 6 سنوات)، وجل ما يُقدَّم فيها أنشطة غير منهجية (تشكِّل نحو 90%)، إلى جانب تعليم مهارات الكتابة، وبعض العمليات الحسابية، وتـُدار من قِبل الهيئات الحكومية، كما يُشارك القطاع الأهلي بإدارة عدد ليس بالقليل منها، وجلها تتركَّز في المُدن، ونادرًا ما توجد في المناطق الريفية، ونِسبة المُلتحقين بها في الوقت الحاضر، نحو 4% فقط، من عموم الأطفال في الفِئة العمرية 4 : 6 سنوات.
- مرحلة التعليم الأساسي؛ تشتمل على مرحلتين فرعيتين:
ــ الأولى: مرحلة التعليم الابتدائي : إلزامية، ومُدَّة الدراسة بها ست سنوات، ويلتحق بها الأطفال من  6: 12سنة، وتـُغطِّي مدارسها مناطق البلاد كافة، إلاَّ أن النمو السُكَّاني السريع، لا يسمح بتحقيق نِسبة الاستيعاب الكامل.
وتـُدرَّس المناهج في كثير من جُزر الأرخبيل، باللُغة المحلِّية، في الصفوف الثلاثة الأولى، ثم تكون الدراسة بعدئذ باللُغة القومية، وهي لغة البهاسا   bahasa أو الإندونيسية والتربية الدينية إجبارية وفقــًا لديانة الطالب، والاختبار يأخذ بنظام السنة الكاملة، حيث يُجرى في نهاية العام الدراسي لجميع الطُلاَّب.
والمُستَهدَف من هذه المرحلة، بحسب مُخطط التعليم العام، إلمام التلاميذ بالمبادئ الخمسة، التي وردت في دستور البلاد، وهي: الألوهية المُنفردة ــ القومية الإندونيسية ــ العدالة الاجتماعية ــ الإنسانية المُثقفة ــ الديمقراطية الشعبية، إلى جانب الإلمام بمجموعة من المعارف والمهارات والسُلوكيات.
ــ الثانية: مرحلة الثانوية الدنيا : وهي تـُعادل في العالم العربي، التعليم الإعدادي أو المُتوسِّط، مُدَّة الدراسة بها ثلاث سنوات، تـُغطِّي الفترة العُمرية من12: 15سنة، وهي على نوعين:
ــ تعليم ثانوي عام (أكاديمي).
ــ تعليم ثانوي فنـِّي أو مِهني (تجاري ــ تقني ــ اقتصاد منزلي).
- مرحلة الثانويـة العُليا، وهي تـُعـد امتدادا للمرحلة السـابقة، مُدَّة الدراسـة بها ثلاث سنوات، تـُغطِّي الفترة العُمرية من15: 18سنة، وهي أيضــًا تشتمل على نوعين من التعليم:
ــ تعليم أكاديمي، يُفضي إلى الالتحاق بالجامعات، لمن يتجاوزون اختبار سنتهم النهائية.
ــ تعليم فنـِّي أو مِهني، يُفضي للالتحاق بالمدارس العُليا في الصيدلة، أو المدارس العُليا في الاقتصاد، أو المدارس العُليا في تكنولوجيا الزراعة، أو المدارس العُليا في التمريض، أو المدارس العُليا في علوم البحار، أو المدارس العُليا للسياحة والفنادق، أو المدارس العُليا في الميكانيكا، أو المدارس العُليا في التجارة والمُحاسبة.
وبحسب إحصاءات العام قبل الماضي، فإن نِسبة الطُلاَّب الذين واصلوا تعليمهم في مرحلة الثانوية الدنيا، وصلت إلى نحو 90.4% ، التحق منهم نحو 54.64% بالتعليم الثانوي الأكاديمي، بينما اتجه نحو 35.46% للتعليم الثانوي الفنـِّي، أو الخروج لسوق العمل.  (عبدالحافظ ، حسني ، مجلة المعرفة ) .

دخول اللغة العربية في إندونيسيا :

بدء اهتمام الإندونيسيين باللغة العربية من أول ما دخل الاسلام الى إندونيسيا , لأنها لغة القران ,وبها تكلم النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر هو المشرع لأحكام الاسلام .
ولذلك كان للمؤسسات  التربوية الاسلامية في إندونيسيا الاهتمام البالغ والدور الأكبر في نشر وتعليم اللغة العربية , فظهر دورها من خلال مراحل التعليم المختلفة بشقيها العام والاسلامي .
ففي المرحلة الابتدائية : وتنقسم هذه المرحلة الابتدائية في ضوء النظام التربوي المتبع في اندونيسيا الى نوعين :
ـ المدرسة الابتدائية العامة التابعة لوزارة التربية الوطنية .
ـ والمدرسة الابتدائية الاسلامية التابعة لوزارة الشؤون الدينية ,حيث تعتبر اللغة العربية في هذه المدارس من المواد الأساسية .
وفي المرحلة المتوسطة أيضا للمدارس اهتمام بالغة العربية ,حيث تعتبر من المواد الأساسية .
ثم يلي تلك المدارس المرحلية ,مرحلة التعليم الثانوي ,ثم الجامعي حيث تشكل الجامعات الاسلامية أهم مراكز تعليم اللغة العربية على المستوى الجامعي في إندونيسيا .
وتعتبر اللغة العربية من المواد الأساسية التي يجب للطالب أن يمر بها في جميع الكليات والأقسام.(إدريس جوهر ، نصرالدين ، مراكز تعليم اللغة العربية في إندونيسيا ، ملتقى عشاق القران ).
  
وبالإضافة الى الجامعات ,توجد هناك العديد من المعاهد المتخصصة في تعليم اللغة العربية على المستوى العام ,أو على المستوى الأكاديمي .
وبعد أن تعرفنا عن واقع ونظام التعليم في إندونيسيا ,سنتعرف الان على معلم من معالم التعليم في إندونيسيا ,وهو معهد العلوم الاسلامية والعربية في إندونيسيا  وسنتعرف فيه على النقاط الآتية :

أولا : التعريف بمعهد العلوم الاسلامية والعربية في اندونيسيا :

يُعد المعهد صورة واضحة للعلاقة القوية والتعاون الوثيق بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا، وانطلاقاً من أهداف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورسالتها يسعى معهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا لتحقيق ذلك التعاون, وتوطيد تلك الصلة من خلال نشر العلوم الشرعية و تعليم اللغة العربية لأبناء المجتمع الإندونيسي ,والأقليات الإسلامية في جنوب شرق أسيا من خلال التعاون البناء مع الجهات التعليمية ,والدوائر الحكومية والأهلية, سواء في التدريس أو عقد الدورات, واللقاءات وتبادل الخبرات في مجال تعليم اللغة العربية، حيث يمتلك المعهد رصيداً جيداً في هذا المجال، استفادت منه جهات عدة منها الوزارات والجامعات والمعاهد والجمعيات ، ولا شك أن هذا المجهود من المعهد يأتي في إطار العلاقات الطيبة بين الدولتين الشقيقتين المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا ويعكس اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - بنشر اللغة العربية والعلوم الإسلامية. وأن ما تحقق من إنجازات له بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم بالتوجيه المتواصل من الجامعة ممثلة في معالي مديرها وعمادة شؤون المعاهد في الخارج التي تولي المعهد اهتماماً كبيراً ثم دعم ورعاية سفارة خادم الحرمين الشريفين في اندونيسيا لما تقدمه من تسهيلات لتذليل كافة العقبات التي تواجه المعهد مما كان له الأثر الكبير في مساعدته على تحقيق أهدافه بكفاءة وفعالية . وفيما يلي إيجاز عن معهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون ما فيه مساعدا على اتخاذ قرار يتناسب مع دور المعهد ومستوى الطموحات وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل.
[د / خالد بن محمد الدهام ]
رؤية المعهد :
الريادة والتمييز والإبداع في التعلم والتعليم والبحث العلمي في العلوم الإسلامية والعربية
رسالة المعهد :
توفير برامج علمية متميزة وعالية الجودة في العلوم الإسلامية  والعربية، قادرة على تأهيل كفاءات متخصصة، تمتاز برؤية شرعية صحيحة، من خلال بيئة تعليمية محفزة على التعلم  والتعليم  والبحث العلمي، تسهم في بناء المجتمع وتعزيز التعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا .

الأهداف لمعهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا:
1. نشر العلوم العربية والإسلامية وتعليمها
2. تأهيل نخبة من المعلمين والدعاة والمتمكنين في العلم الشرعي واللغة العربية
3. تأهيل كفاءات متخصصة في القضاء الشرعي والإقتصاد الإسلامي
4. تطوير طرق وأساليب تعليم اللغة العربية وتعزيز كفاءة معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها
5. تشجيع البحث العملي والترجمة وخدمة الباحثين في العلوم الإسلامية والعربية
6. خدمة المجتمع في مجالات اختصاص المعهد
7. التعاون مع المؤسسات العلمية ذات الاهتمام بالعلوم الإسلامية والعربية
8. تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا

الاقسام العلمية للدراسة في المعهد :
1)قسم الشريعة
2)قسم الادارية والمالية الاسلامية
3)قسم الدبلوم العام  (تأهيل المعلمين ).
4)قسم الاعداد اللغوي .
5) قسم التعليم التكميلي .
6)قسم التعليم عن بعد
المراحل اللي مر بها المعهد :
نشأة المعهد:
تأسس معهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا في شهر جمادي الأولى عام 1400 هـ بموجب موافقة الديوان الملكي رقم 5/ن/26710 في 21 من ذي الحجة 1398 هـ، وقد عهد إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض مهمة الإشراف عليه ومتابعته كغيره من المعاهد التي سبقته في كل من رأس الخيمة وموريتانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد ظل مسماه: معهد تعليم اللغة العربية حتى عام 1406هـ الموافق 1986م ليتغير إلى معهد العلوم الإسلامية والعربية.
بداية الدراسة في المعهد والتطور التاريخي :
بدأت الدراسة في المعهد في شهر جمادي الآخرة عام 1400هـ، واقتصرت عند الافتتاح على سبعة فصول مسائية خاصة ببرنامج الإعداد اللغوي، ثم أخذ في التطور مرحلة بعد أخرى حتى وصلت أقسامه العلمية في العام الدراسي 1423/1424هـ إلى قسمين وشعبتين لكل قسم وشعبة رئيس مستقل ثم ضمت شعبة الدبلوم العام إداريا إلى قسم الشريعة تحت مسمى القسم الجامعي وضمت شعبة التعليم التكميلي إداريا إلى قسم الإعداد اللغوي تحت مسمى قسم الإعداد اللغوي، فصارت الأقسام كالتالي:
1)  قسم الإعداد اللغوي ويشمل:
قسم الإعداد اللغوي - طلبة وطالبات
ب- شعبة التعليم التكميلي - طلبة وطالبات
2) القسم الجامعي ويشمل :
قسم الشريعة - طلاب وطالبات
شعبة تأهيل المعلمين - طلاب
قسم العلوم الإدارية والمصرفية الإسلامية - طلاب
وقد أخذ المعهد في النمو والتوسع الرأسي والأفقي منذ افتتاحه حتى الآن فعلى المستوى الرأسي كان عدد الدارسين في بداية إنشاء المعهد 141 طالباً وصل عددهم في العام الدراسي 1433/1434هـ إلى طالب وطالبة، وكان عدد الأساتذة وقت الافتتاح خمسة مدرسين، وصل هذا العدد في العام الدراسي 1433/1434هـ إلى 79عضوهيئة تدريس ومعلم ومعلمة , بالإضافة إلى 47 إدارياً , كما بلغ عدد خريجي المعهد منذ افتتاحه حتى الآن ما يقرب من12000طالب وطالبة منهم أكثر من 250 طالب من طلاب المنح والطلاب الوافدين من البلاد المجاورة لإندونيسيا وهي ماليزيا والفلبين وتايلاند وكمبوديا وكوريا وسنغافورة.

مراحل تطور الدراسة في المعهد:
مرت برامج المعهد وخططه الدراسية بمراحل عديدة، وبالرغم من صعوبة تحديد فواصل دقيقة بين هذه المراحل إلا أن هناك بعض المعالم والسمات للخطط الدراسية وعدد المستويات ونوعية المقررات الدراسية التي تميز كل مرحلة عما قبلها. ويمكن تحديدها في أربع مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس: وهي المرحلة الممتدة من بداية تأسيس المعهد حتى نهاية عام 1402هـ، وسميت بذلك لأنّ المناهج والخطط الدراسية لم تكن قد اكتملت بعد. وقد قسمت الدراسة في المعهد إلى ثلاثة مستويات دراسية، وبلغ عدد الفصول الدراسية وقتئذ سبعة فصول؛ ثلاثة منها للمستوى الأول، واثنان للمستوى الثاني، واثنان للمستوى الثالث.
وفي هذه المرحلة بلغ عدد الساعات الدراسية عشر ساعات أسبوعيًا، بمعدل ساعتين يوميًا. وكانت المقررات الدراسية عبارة عن مجموعة من المذكرات في تعليم اللغة العربية أُعِدّت من قِبل أساتذة المعهد، بالإضافة إلى بعض الكتب والمذكرات الصادرة عن معهدي تعليم اللغة العربية التابعين لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود.
المرحلة الثانية: المرحلة الانتقالية: وهي المرحلة الممتدة من نهاية عام 1402هـ إلى عام 1405هـ، وفي هذه المرحلة زاد الإقبال على المعهد بشكل كبير حيث بلغ عدد المتقدمين لامتحان القبول أكثر من ألف طالب وطالبة من أنحاء إندونيسيا، وأجريت في هذه المرحلة تغييرات جذرية في المستويات الدراسية والمقررات، كما صارت الدراسة في هذه المرحلة مقسومة على زمنين:
الأول: صباحيّ، ويشمل ستة مستويات دراسية، بمعدل عشرين ساعة في الأسبوع.
الثاني: مسائيّ، ويشمل أربعة مستويات دراسية، بمعدل ست ساعات في الأسبوع.

المتغيرات التي طرأت على هذه المرحلة:
نظراً لتغير نظام الدراسة من ثلاثة مستويات إلى ستة مستويات كان من الضروري وضع مقررات دراسية تناسب جميع المستويات، ومن ثم أُعِدّتْ أكثر من خمسين مذكرة للتدريس، بالإضافة إلى بعض الكتب والمذكرات المساعدة من معهد اللغة العربية التابع لجامعة الملك سعود في الرياض.
إنشاء معملين للغة أُفيد منهما في دروس الأصوات وفهم المسموع والمنظور وتدريبات الأنماط المتعددة في شتى المستويات.
إعداد نموذج لامتحان القبول وفق معايير فنية لقياس المقدرة اللغوية للطلاب المتقدمين حتى يمكن تحديد مستوياتهم.
زيادة عدد المعلمين حتى وصل إلى واحد وعشرين معلّمًا ومعلّمة أغلبهم من المتخصصين ذوي الخبرة في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها مما كان له الأثر الطيب على الدارسين.
أهم مشكلات المرحلة الثانية:
افتقار المعهد إلى كتاب متدرج متكامل يخدم جميع المستويات اللغوية.
افتقار المذكرات لوسائل الإيضاح.
قلة التدريبات والتطبيقات اللغوية في عدد كبير من المذكرات.
صعوبة بعض المذكرات على المستويات الدراسية الأولى لاحتوائها على مفردات لغوية متقدمة.
عدم تكيف بعض الطلاب مع الطريقة السمعية الشفهية لتعودهم على فهم المقروء.
طول المدة الدراسية لتعليم اللغة العربية على مدار ثلاث سنوات في ستة مستويات.


المرحلة الثالثة: النمو:
وهي المرحلة الممتدة من عام 1405هـ إلى عام 1426هـ، وفي بداية هذه المرحلة عُدّل التنظيم العلمي في المعهد بتحويل المعهد إلى أقسام وشعب علمية هي:
أ - قسم الشريعة.
ب- قسم الإعداد اللغوي (البرنامج المكثف وغير المكثف).
ج - شعبة التعليم التكميلي.
د - شعبة تأهيل المعلمين.
واقتضى ذلك إجراء تغييرات مناسبة لبرامج الدراسة في المعهد وخططها، وإلغاء نظام المستويات الستة في الإعداد اللغوي، وقصرها على مستويات أربعة في سنتين دراسيتين.
ولتعويض النقص في المستويات زيدت عدد الساعات الدراسية خمس ساعات أسبوعية؛ لتصل إلى خمس وعشرين، وعُدّلت الخطة الدراسية للبرنامج المكثف في قسم الإعداد اللغوي، كما أُلغيتْ كثير من المذكرات، واعتُمدَ عِوضًا عنها كتاب العربية للناشئين، وبعض المذكرات المساعدة لمعالجة جوانب الضعف لدى الطلاب كمادة التدريبات الصوتية.
واستمر العمل بهذه الخطة حتى عام 1415هـ عندما أصدرت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سلسلة تعليم اللغة العربية عن طريق معهد تعليم اللغة العربية في الرياض؛ فتقرر العمل بكتب السلسلة على مراحل؛ لتحل محل كتاب العربية للناشئين. وقد أجريت بعض الدراسات المقارنة بين كتب السلسلة وكتاب العربية للناشئين، ثم استقر الرأي على اعتماد كتب السلسلة في عام 1419هـ، كما عدلت بعض المذكرات المقررة على الطلاب، وغُيِّر مقرّر الثقافة الإسلامية للمستويين السادس والثامن شريعة إلى مقرر الدعوة الإصلاحية، واكتفي بتدريس مقرر الثقافة الإسلامية في المستويين الأول والثالث.

وفي العام الدراسي 1423/1424هـ ضُمّت شعبة دبلوم تأهيل المعلمين إداريًا إلى قسم الشريعة تحت اسم "القسم الجامعي"، وضُمّتْ شعبة التعليم التكميلي إلى قسم الإعداد اللغوي تحت اسم "قسم الإعداد اللغوي".
المرحلة الرابعة : التطور
وهي المرحلة الممتدة من عام 1426هـ إلى وقتنا الحاضر، وفي هذه المرحلة المهمة بدأ المعهد في الإفادة من التقنية الحديثة في تطوير الأساليب التربوية والتعليمية لزيادة كفاءته، كما شهد المعهد توسعًا ملحوظًا في أقسامه وبرامجه؛ حيث افتتح قسم لدراسة الطالبات في التعليم التكميلي وقسم الشريعة بجانب قسم الإعداد اللغوي، كما افتُتح فصل للمعلمات الإندونيسيات في شعبة دبلوم تأهيل المعلمين في بداية الفصل الأول من العام الجامعي 1431/1432هـ . وصدرت الموافقة في العام نفسه على افتتاح قسم للعلوم الإدارية والمالية الإسلامية في مرحلة الدبلوم المتوسط، وبدأ ت الدراسة فيه في الفصل الدراسي الثاني 1433ه/ 1434هـ. كما صدرت الموافقة في أوائل العام 1432هـ على افتتاح قسم جامعي للغة العربية، يمنح درجة البكالوريوس في تخصص اللغة العربية. وبدأت الدراسة في الفصل الثاني من العام الجامعيّ 1431/1432هـ في برنامج التعليم الموازي، وبرنامج التعليم عن بعد.
وفي هذه المرحلة افتُتح معهد خادم الحرمين الشريفين في بندا أتشيه، وعهدت مهمة الإشراف العلمي والأكاديمي إلى معهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا، كما صدرت الموافقة السامية على افتتاح ثلاثة فروع جديدة للمعهد في أنحاء إندونيسيا، ووقعت اتفاقية رسمية بذلك بين الحكومتين السعودية والإندونيسية.
ومن جهة أخرى توسع المعهد في قبول الطلاب والطالبات في هذه المرحلة حتى بلغ عددهم في العام الدراسي 1433/1434هـ 2912 طالبًا وطالبة يمثلون جميع الجزر الإندونيسية، إضافة إلى دول أخرى.
ولتعزيز علاقة المعهد بالجامعات ومراكز تعليم اللغة والمؤسسات العلمية في إندونيسيا افتُتح مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر في المعهد. وبدأ العمل في تجهيز ثلاثة معامل لغوية جديدة، كما أجريت تحديثات لمعامل الحاسب الآلي، ودُعمت مكتبة المعهد بالمزيد من الكتب حتى صارت أكبر مكتبة عربية في شرق آسيا . كما بدأت في العام 1431/1432 مراجعة شاملة لمناهج المعهد ومقرراته، وبدأ العمل في التطوير والجودة واجراءات الاعتماد الأكاديمي في العام الدراسي 1433هـ / 1434هـ .

أبرز المشكلات التي تواجه الطلاب أثناء دراستهم اللغة العربية :

هناك العديد من المشاكل التي تعترض الطالب الإندونيسي أثناء تعلمه للغة العربية على المستوى العام في التدريس ,وأقصد بالعام معاهد تعليم اللغة العربية في إندونيسيا ومن أبرز هذه المشكلات :
• أن تعليم اللغة العربية يكاد يكون مقتصرا في بيئات محدده متقيدا بالمناهج التقليدية ,خلافا للغات الأجنبية الأخرى التي تُدرس على نطاق واسع وبأحدث ما وصل اليه التطور في مجال التعليم لهذه اللغات .
• أن بعض المعاهد والجامعات تستند في تعليم اللغة العربية الى الترجمة من العربية الى الاندونيسية وهذا اتجاه ناقص لتعلم اللغة العربية .

• قلة المختصين من حملة الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية وهذا راجع لقلة الجامعات التي تتيح مواصلة للطلاب مواصلة دراساته العلياء في هذا التخصص مما يمنع المعلمين من التأهيل لغويا .

• أن بعض المعاهد تستند في دراستها للغة العربية على بعض الكتب الدينية واللغوية التي لم يكن إعدادها لأهداف تعليمية للمتعلم المبتدئ اللغة العربية .

• أن هناك بعض القصور في المناهج المتبعة وعدم التطوير لها بشكل مستمر ,وقصور أيضا في الموارد البشرية المعنية بتعليم اللغة العربية .

• أن هناك ندرة في إقامة الدورات التدريبية للمعلمين لتحسين أدائهم التعليمي للغة العربية .(إدريس جوهر , نصر الدين ، تعليم اللغة العربية بين التطورات الواعدة والمشكلات القائمة ، موقع اللغة العربية صاحبة الجلالة )


الحلول المقترحة :

لابد أن لكل مشكلة من حل , وأن أغلب المشاكل التربوية المتعلقة بالتعليم غالبا ما يسهل فيها الحصول على الحلول لأنها عملية تفاعلية يشترك فيها كل من المعلم والطالب بل وحتى المجتمع مما يجعل دراسة المشكلات ايجاد الحلول لها وسيلة سهلة , وفيما يلي بعض الحلول لبعض للمشاكل التي أوردناها سابقا :
• فتح المجال للغة العربية لتدريسها في كل البيئات ,وعدم تقييدها بالمناهج التقليدية ,بل لابد أن يكون هناك نوع من الجدة والابتكار لأساليب تتعلق بكيفية تسهيل تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها ومن هو في مراحله الأولى في تعلم اللغة .

• يجب أن تستند المعاهد المتخصصة فتعليم اللغة العربية الى سلسلة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ,والا تعتمد في عملية التعليم الى الترجمة من العربية الى الإندونيسية.

• تطوير المناهج المتعلقة بتعليم اللغة العربية لمختلف المراحل التعليمية ,ومواكبتها للتطور المتسارع للثورة المعلوماتية ,وعدم الاقتصار في ذلك على الكتب الدينية واللغوية التي لم تؤلف لأغراض تعليمية مرحلية .

• فتح المجال أمام الطلاب لمواصلة دراساتهم العليا في اللغة العربية ,وهذا بدوره سيسهم بشكل فاعل في تعزيز تعلم اللغة على مستوى المعلم والمتعلم .

• يجب ارفاد هذه المعاهد والجامعات بمختصين في مجال اللغة العربية من كافة الدول العربية , وهذا سيسهم في حل لكثير من مشاكل قلة المعلمين التي تعاني منه هذه الدولة.

• إقامة الدورات والورش التعليمية والتدريبية لتحسين الأداء التعليمي والوظيفي لمعلمي اللغة العربية الإندونيسيين ,هذا بدوره سيساعد في تقليل ابتعاث المدرسين من الدول الأخرى  .

التوصيات  :

فمن خلال بحثي لهذه المشكلة التي هي تعد جزء من المشاكل التي تعترض عملية تعليم ونشر اللغة العربية في إندونيسيا ,أوصي نفسي وكل من له اهتمام بهذا الموضوع إلى الاتي :
• يجب أن يزداد إرفاد المدارس والمعاهد والجامعات الإندونيسية بالمعلمين المختصين في اللغة العربية من كافة الدول العربية حتى يتحقق الاكتفاء ولو نسبيا من ندرة المعلمين .
• إعداد برامج متخصصة في اللغة العربية عبر قنوات التلفزيون الرسمية والخاصة لمساعدة وتعليم جميع فئات المجتمع الإندونيسي للغة العربية .
• إقامة الحملات التوعوية حول التعريف باللغة العربية ,وعن أهميتها ,وأنها لا تقل أهمية عن اللغات الأجنبية الاخرى .
• إنشاء العديد من المواقع الإلكترونية المتخصصة لتقدم برامج ودروس في اللغة العربية .
• يجب استخدام وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في نشر وتعليم وتوعية المجتمع بأهمية اللغة العربية ,واستخدام هذه التقنيات والوسائل يعطي انطباعا بأن مجال تعلم اللغة العربية متاح للجميع وليس مقيدا ومقتصرا على الحلقات والمعاهد والجامعات .

• أن بعض المعاهد والجامعات تستند في تعليم اللغة العربية الى الترجمة من العربية الى الاندونيسية وهذا اتجاه ناقص لتعلم اللغة العربية .
• قلة المختصين من حملة الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية وهذا راجع لقلة الجامعات التي تتيح مواصلة للطلاب مواصلة دراساته العلياء في هذا التخصص مما يمنع المعلمين من التأهيل لغويا .
• أن بعض المعاهد تستند في دراستها للغة العربية على بعض الكتب الدينية واللغوية التي لم يكن إعدادها لأهداف تعليمية للمتعلم المبتدئ اللغة العربية .

• أن هناك بعض القصور في المناهج المتبعة وعدم التطوير لها بشكل مستمر ,وقصور أيضا في الموارد البشرية المعنية بتعليم اللغة العربية .
• أن هناك ندرة في إقامة الدورات التدريبية للمعلمين لتحسين آدائهم التعليمي للغة العربية .

المخلص :

يتمثل موضوع الدراسة في الاجابة عن تساؤلها الرئيسي :ما واقع التعليم الاسلامي في إندونيسيا ؟ وهدفت على التعرف على واقع التعليم الاسلامي في إندونيسيا .
 واستخدم الباحث المنهج الوصفي  لجمع البيانات المتعلقة بالتعليم الاسلامي في إندونيسيا ، وتفسيرها وتحليلها ,وإطاء بعض الحلول لبعض مشاكل تعليم اللغة العربية في معهد العلوم .

ومن أهم النتائج التي توصل لها الباحث أن الفقر وضعف الاقتصاد أثرت على تعلم اللغة العربية  بشكل سلبي وأضعفت تطور أساليبه وطرق تدريسه .
ولابد من تشجيع العلماء والباحثين على دراسة وضع حلول عاجلة للنهوض بتعليم اللغة العربية وطرق تدريسها في إندونيسيا  .

المراجع المصادر :
1ـ [موقع اللغة العربية صاحبة الجلالة ,تعليم اللغة العربية بين التطورات الواعدة والمشكلات القائمة : د /نصر الدين إدريس جوهر , الجمعة 9 محرم 1437هـ ]

تعليم اللغة العربية في إندونيسيا بين التطورات الواعدة والمشكلات القائمة (د /نصرالدين إدريس جوهر)
3ـ  دور التعليم الاسلامي في مواجهة الاستعمار الهولندي في إندونيسيا  ,د / أمنين عبد المنان
4ـ مراكز تعليم اللغة العربية في إندونيسيا (د/ نصر الدين إدريس جوهر ) .
5 ـ موقع :ويكيبيديا الموسوعة الحرة ,  /https://ar.wikipedia.org/wiki  ]
الثلاثاء 7 /محرم 1437هـ )
6 ـ (مجلة المعرفة ـ د /حسني عبد الحافظ , http://www.almarefh.net/
 الخميس 8 محرم )
7ـ موقع معهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا , http://www.lipia.org /